الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية نساء الشهداء يكشفن عن مرشحهن لرئاسة تونس ويؤكدن: دماء أزواجنا والمواقف تجاه الارهاب حدّدت اختيارنا

نشر في  10 ديسمبر 2014  (10:01)

نساء مناضلات تحمّلن عذاب وقسوة فراق أزواج أبطال أخرست أصواتهم وسالت دماءهم فقط لأنها نادت بكسر جدران الاستبداد والظلم ومناهضة العنف السياسي ومحاربة صانعيه حتى لا تذهب ثورة الياسمين هباء.. رجال كتبت لهم الشهادة والموت الجسدي لكن بعثت أرواحهم وأصواتهم من جديد في أفواه زوجات كنّ خير مجسّد لمثال وراء كل رجل عظيم امرأة، أو بالأحرى وراء كل شهيد « مباركة البراهمي وهدى نقض وإسلام بلمفتي وبسمة الخلفاوي بلعيد».
ونحن على أبواب الدور الثاني للانتخابات الرئاسية والذي يتسابق ويتنافس فيه كل من المترشحين الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس والمنصف المرزوقي الرئيس المؤقت حاليا، كان لنا حديث مع هؤلاء النسوة اللاتي أعلن وكشفن عن المترشح الذي ستسانده كل واحدة منهن وعن الأسباب والدوافع وراء قرارهن.


بسمة الخلفاوي: لهذا سأدعم السبسي..

أعلنت أرملة الشهيد شكري بلعيد، والحقوقية بسمة الخلفاوي، دعمها لمرشح حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، مبيّنة أن مساندتها للسبسي جاءت على أساس أن هذا الأخير أكد عديد المرات التزامه لعائلة الشهيد شكري بلعيد بكشف حقيقة وملابسات جريمة الاغتيال ومن يقف وراءها.
وفي نفس السياق قالت بسمة الخلفاوي لأخبار الجمهورية : »الباجي قائد السبسي على الأقل لم يساهم في ترسيخ الإرهاب في فترة حكمه ولم يدعمه ولم يشجعه كما حدث في فترة حكم النهضة والمرزوقي الذي يعتبر تابعا لها واللذان ساهما في فتح الباب على مصراعيه للإرهاب من كل الجهات بحرا وجوا وبرا».
في المقابل اعتبرت الخلفاوي « أن مرشح حركة نداء تونس سيكون ضامنا لمدنية الدولة التونسية وللحريات والحقوق المتمثلة في مكاسب الجمهورية على غرار حداثة الدولة واستمرارها وحقوق المرأة، بينما مرشح حركة النهضة هو مثال لحماية الإرهاب والتشريع له من طرفه ومن طرف الذين ينتمون لحزبه المؤتمر من اجل الجمهورية على غرار محمد عبّو وسمير بن عمر وغيرهم ممن يحتل المنابر قصد حماية الإرهاب وممارسي العنف، بدءا من موقفهم من روابط حماية الثورة مرورا إلى موقفهم من الاعتداء على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 05 ديسمبر 2012 ومن قتل وسحل الشهيد لطفي نقض من طرف من يدعون أنهم روابط حماية الثورة الذين استدعاهم المرزوقي لقصره قصد الوقوف إلى جانبهم وحمايتهم بدعوى التحاور معهم لكنه في الواقع استدعاهم لتكريمهم الشيء الذي شجع على الإرهاب وغذّاه».
من جهة أخرى، أشارت بسمة الخلفاوي الى أن فيصل اختيارها لمساندة الباجي قائد السبسي على حساب منافسه المنصف المرزوقي هو العامل الأمني الذي يعتبر جوهريا لحماية البلاد وإنقاذها من الانهيار وبناء المؤسسات الديمقراطية التي فعلت النهضة والمرزوقي كل ما في وسعهما لهدمها وإرباكها ابتداء من مؤسسة الرئاسة التي جعل المرزوقي من صورتها مضحكة أمام نظر الأجانب، إضافة إلى كل ممارساته التي أضرّت بكل ما هو اجتماعي ثقافي واقتصادي.
وفي ختام مداخلتها أضافت أرملة الشهيد قائلة:» المنصف المرزوقي كان رئيسا انطلق من حقوق الإنسان ليصبح رئيسا منقلبا عليها بكل الطرق، لكن السبسي سيكون رئيسا مدعّما وحاميا للدولة وهيبتها وفق تعبيرها».


مباركة البراهمي: لن أصوّت لفائدة المرزوقي المساند الرسمي للإرهاب

في سياق مواز، أعلنت مباركة البراهمي النائبة في مجلس نواب الشعب عن الجبهة الشعبية وأرملة الشهيد محمد البراهمي لأخبار الجمهورية، أنها لن تصوّت للمنصف المرزوقي المترشح المستقل للدور الثاني للانتخابات الرئاسية، لأنه ينتمي -بالنسبة لها- للطائفة الإرهابية باعتباره يمثّل راعيا ومساندا رسميا لها.
وفي ذات تصريحها أفادت البراهمي أن أسباب مقاطعتها لمساندة المرزوقي تعود إلى أن هذا الأخير متورط في تسفير  وإرسال شبابنا إلى سوريا واستعمل في حملته الانتخابية وجوها من روابط الثورة المنحلة والسلفية الجهادية الذين استدعاهم وأدخلهم إلى القصر لتشجيعهم وحمايتهم. وأضافت:» المنصف المرزوقي ساهم في إدخال الشيوخ المتطرّفين المتشددين الذين ينتمون إلى الوهابية والسلفية التكفيرية إلى تونس لغسل عقول الشباب التونسي ومن بينهم الداعيان وجدي غنيم ونبيل العوضي، لن أصوت لفائدة المسؤول على الإرهاب والمغطي عليه فهو في واد ونحن في واد آخر».
في المقابل أشارت مباركة البراهمي، الى أنها ستتوجه للاقتراع لإعطاء صوتها الانتخابي لما فيه مصلحة تونس وخيرها، مبينة أن عملية التصويت مهمة جدا بالنسبة للجبهة الشعبية التي تنتمي إليها قائلة: «أدعو جميع التونسيين لعدم التصويت لفائدة المرزوقي».   

إسلام بالمفتي:ما بيني وبين المرزوقي والسبسي دم الشهيد والتجمع

أما إسلام بالمفتي أرملة الشهيد محمد بالمفتي فقد أكدت لنا أنها لن تدعم أي مترشح للدور الثاني للرئاسية بين كل من الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي، مبينة أن قرارها جاء على أساس أن هذين الأخيرين لا يمثلانها ولا يعبران عن الأفكار التي تدافع عنها.
كما أعربت بالمفتي عن أسفها الشديد لأنها لن تتوجه للانتخاب في الدور الثاني للرئاسية، قائلة: لن انتخب ثانية لأن ما بيني وبين المرزوقي هو دم الشهيد محمد بالمفتي الذي اغتيل خلال فترة حكمه على يد بوليس الدولة التي لم تحرك ساكنا في الكشف عن ملابسات الجريمة بل ساهمت في طمس الحقيقة التي لا نعلمها إلى اليوم وكأنه لم يغتل شهيد خرج في مظاهرة سلمية تطالب بالحرية».
وعن أسباب عدم دعمها كذلك للسبسي أفادت أرملة الشهيد لأخبار الجمهورية بأنها تطالب بحق كل الشهداء وتدافع عن الذين قتلوا خلال العهد النوفمبري الذي انقضى وتندد بكل الممارسات التي ارتكبها التجمع خلال فترة المخلوع لذلك لن تنتخب الباجي قائد السبسي ولن تدعمه لأن الذي يقف بينها وبينه هو التجمع الذي يمثله حزبه، قائلة لا يمثلني مرزوقي النهضة ولا نداء التجمع وما بيني وبينهما دم الشهيد والتجمع».


هدى نقض: أدعو كل أرامل الشهداء وجميع التونسيات الى مساندة السبسي في الرئاسية..

صرحت هدى نقض أرملة الشهيد لطفي نقض بأن مساندتها لترشح الباجي قائد السبسي في الدور الثاني للرئاسية ليس ملزما بكونها عضو في حركة نداء تونس ولا لأنها أرملة الشهيد الذي كان منتميا لهذه الحركة، بل تعود الأسباب الرئيسية لتمسكها بدعم السبسي إلى وعوده المتكررة والجدية في نظرها ونظر عائلة الشهيد بأنه سيتولى شخصيا التكفل بملف الاغتيال والكشف عن كل ملابسات الجريمة ورفع الستار عن مرتكبيها، قائلة:» لقد توجه إليّ بالقول خلال حديث جمعني معه في إحدى اللقاءات بان اغتيال الشهيد نقض هو قضية شخصية بالنسبة له، ووعدني بأن دم الشهيد لن يذهب هدرا وهباء».
وفي ذات السياق، أفادت أرملة الشهيد أن الباجي قائد السبسي هو رجل سياسة محنّك ومناسب لما تقتضيه المرحلة الراهنة في القدرة على تهدئة البلاد وتدعيم كل مؤسساتها والمحافظة على هيبتها واستقرارها، مشيرة إلى أن بعض الأطراف التي تنتقد كبر سنه لا تعلم حقيقة مدى فراسته ودهائه السياسيين اللذان لا يملكهما غيره واللذان يخوّلان له قيادة البلاد نحو بر النجاة والأمان.
ومن ناحية أخرى، دعت هدى نقض كل أرامل الشهداء وجميع التونسيات إلى التوجه للتصويت لفائدة السبسي ودعمه ومساندته في السباق الرئاسي المنتظر لأنه الوحيد الذي تكفل وتعهد مرارا وشخصيا بإعادة فتح كل ملفات الشهداء كشكري بلعيد ومحمد البراهمي والكشف على الشبكات التي خطّطت وموّلت مرتكبيها، مقابل صمت منافسه المنصف المرزوقي على مختلف الجرائم الإرهابية وقضايا الاغتيالات بل تجاوز صمته ليصل إلى حد التواطؤ مع المجرمين أمثال روابط حماية الثورة وذلك من خلال استدعائهم لقصر الرئاسة لتشجيعهم وحمايتهم واستغلالهم في حملاته الانتخابية التي قاموا بتنسيقها، رغم علمه بأنهم يمثلون المتهم الرئيسي والضلع الفاعل في اغتيال الشهيد لطفي نقض، إلى جانب تورطهم في الاعتداء على مقر اتحاد الشغل.
وفي ختام مداخلتها معنا قالت أرملة الشهيد: «كان من الأجدر بالمرزوقي إن كان حقوقيا ألا يقابل أعضاء رابطات حماية الثورة بل كان عليه كرئيس أن يأمر بإصدار بيان رسمي لرئاسة الجمهورية يطالب فيه وزارة الداخلية والقضاة بضرورة الكشف عن الجناة المتورطين في قضايا اغتيالات الشهداء ومعاقبة الجناة مهما انحدرت انتماءاتهم حتى وان كانت من حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية الذي أملك دلائل وقرائن مسجلة وبالفيديو وبالصور والتي تؤكد ضلوع هذا الحزب في المسيرة التي أدت إلى اغتيال الشهيد لطفي نقض، لأجل هذا اخترت مساندة الباجي قائد السبسي ومقاطعة دعم المرزوقي».

اعداد : منارة التليجاني